د. قدرية هوكلكلي،
جامعة أنقرة يِلدِرِم بايَزِيد، ترکیا
لا خلاف أن كل لغات العالم توفّر صيغًا تُستعمل عند المخاطبة تناسب تغيّر الموقف الإتصالي، لذا لا بد من مراعاة الاختلافات الثقافية أثناء تعلّم اللغة الجديدة، لأن اختلاف السياق الثقافي أو الموقفي أو المقامي الذي ينعكس على المبنى اللغوي هو الذي يشكّل صعوبة في استقبال اللغة وإنتاجها. ومن هنا انطلق هذا البحث استنادًا إلى تجارب شخصية في تعلّم اللغتين العربية والفارسية بصفتي متعلمة ناطقة بالتركية. إذ مهما تقاربت ثقافات هذه الأمم من بعضها واجتمعت تحت سقف عقيدة إسلامية، فإن كل واحدة منها ذات ملامح خاصة تميّزها عن الأخرى. يسعى البحث إلى وجوب زيادة الاهتمام بأسلوب اللغة الهدف في أثناء تعلّم اللغة الثانية، أي أساليب التعابير المتغيرة لها تبعًا لموقف يرد فيه الكلام، ذلك أن عدم التفريق بين السياقات الرسمية واليومية في ثنايا اللغة -المتعلمة- نفسها أو بين تعابير متباينة لمواقف نفسها في اللغتين المكتسبة والمتعلمة، يقع المتعلم في عدم اللياقة اللفظية إبان التعامل مع أبناء اللغة التي تعلّمها، ويعاني من فشل التواصل مع الناطقين الأصليين من جراء فقدان المعرفة لتعدد المستويات اللغوية وما وراء اللغوية، إذ المرجعية غير اللغوية تعدّ عنصرًا أساسيًا لتحديد المعنى ولوَضعٍ مناسبٍ لاستخدامه، ويوازي أهمية العوامل اللغوية نفسها.
الملخص أعلاه جزء من المقالة التي تم قبولها في المؤتمر الدولي الثاني حول القضايا الراهنة للغات، اللهجات و علم اللغة، 2-1 فبرایر2018، الأهواز، (WWW.LLLD.IR).