د. معيبد خلف راشد العيساوي،
معهد الفنون الجميلة للبنين، المديرية العامة لتربية البصرة، العراق
كان الأدب الإغريقي ومنذ نشأته الأولى يتخذ من صراعات النفس الإنسانية ورغباتها مادته الرئيسية، حيث كان الكتاب الإغريق يحاولون في نصوصهم الكشف عن خبايا النفس الإنسانية سواء جاء هذا الكشف بشكل أسطوري او واقعي، كما أنهم لم يهملوا الواقع الذي كان يعد المؤثر الأكثر أهمية في تفسير سلوك شخصيات تلك النصوص هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فان تلك النصوص كانت تمثل وسيلة للتنفيس عن المعاناة التي يعيشها الكاتب او المجتمع ومحاولة ذات رد فعل انعكاسي لمعالجة سلبيات ذلك الواقع وعلى هذا فان كل نص أبداعي هو نتيجة سببية نفسية ويحتوي على الظاهر والمضمر انه انعكاس لنفسية الكاتب وانعكاس في الغالب لبواعث خافية على المبدع حينما ينتج نصه الأدبي ومع تعاقب الفترات الزمنية وظهور النظريات التي اهتمت بالتحليل النفسي وتطورها في هذا المجال أصبحت صراعات النفس الإنسانية هي مادة تلك النظريات وبهذا أخذت تلك النظريات النصوص الأدبية عينات للتحليل النفسي وتناولت شخصياتها وواقع تلك الشخصيات هادفة من وراء كل ذلك الى الوصول الى دوافع ذلك النتاج الأدبي وسلوكيات شخصياته ومدى علاقة الكاتب –النفسية – بكل ذلك. لقد وجدت تلك النظريات في نصوص شكسبير المسرحية مادة غنية لميدانها التحليلي النفسي فتناولت تلك النصوص بالنقد التحليلي النفسي مبينة أسباب ودوافع الصراعات النفسية داخل تلك النصوص واثر الواقع البيئي والطبقي في تفعيلها. ومما تقدم فقد ارتأى الباحث أن يتناول في بحثه الكشف عن البعد النفسي لشخصية هاملت محاولا الوصول إلى تلك الانعكاسات التي أثرت هي الأخرى على شخصية هاملت مما دفعته الى شخصية ذات أبعاد متباينة في تكوينها.
الملخص أعلاه جزء من المقالة التي تم قبولها في المؤتمر الدولي السنوي الرابع حول القضايا الراهنة للغات، علم اللغة، الترجمة و الأدب (WWW.LLLD.IR) ، 2-1 فبرایر2020 ، الأهواز.