نور علي الرماحي و د. ضياء غني العبودي،
جامعة ذي قار، العراق
لقد شكل المكان ثيمة مهمة في مقامات الحريري فهي قائمة أساساً على انتقال راويها (الحارث) من مكان إلى آخر طلباً للعلم والمعرفة، يقابله في ذلك انتقال بطل المقامات (أبو زيد السروجي) من مكان إلى آخر أيضاً طلباً للمال بالاحتيال والاستجداء. وكان الحريري يحدد فضاء المقامات على لسان الحارث قبل الشروع بكل مقامة لينقل بذلك ذهن المتلقي إلى زمان ومكان حدوثها. وقد ابدع الواسطي في رسمه للمكان مجسداً إياه بما جاء في نص المقامات مضيفاً إليه رؤية واقعية تأخذ الناظر إلى زمان المقامات ومكانها مضيفاً لها لمسة جمالية فنية تسر الناظر لها، فضلاً عن تضمينه نسقاً ثقافياً، ونقداً سياسياً لا يمكن البوح به بشكل مباشر، لتصبح بذلك الصورة وسيلة تواصلية غير لفظية لا تقل أهمية عن النص المكتوب؛ لذا جاء البحث ليدرس جدلية الصورة والنص في المكان المغلق لمقامات الحريري ورسومات الواسطي. وهنا يمكننا أن نطرح بعض الإشكاليات منها: هل كان الواسطي ملتزماً في رسم المكان المغلق من حيث انغلاقه وانفتاحه مادياً كما جاء في النص؟ هل الناظر إلى رسوم الواسطي يشعر بوجود وحدة مكانية تشعر الناظر بالوحدة الزمانية؟ هل يمكن الاستغناء عن نص المقامات قبالة رسومات الواسطي التي تجسده في الصورة فتحل بذلك صورتها محل نصها؟
الملخص أعلاه جزء من المقالة التي تم قبولها في المؤتمر الدولي السنوي الرابع حول القضايا الراهنة للغات، علم اللغة، الترجمة و الأدب (WWW.LLLD.IR) ، 2-1 فبرایر2020 ، الأهواز.