فرقنيس رياض،
جامعة عبد الرحمان ميرة بجاية، الجزائر
إن التصوف كتجربة روحية وجدانية، أصيلة في الفكر الإسلامي. تعبر عن حمولة من الخبرات الإنسانية المفعمة بالصفاء الروحي و القيم الأخلاقية. فهي أنموذج لفكرة “الإنسان الكامل”، الذي سعت الحضارة الإسلامية لتأسيسه منذ نشأتها. و ما التجربة الصوفية ( تنظيريا و عمليا) سوى استمرارا لهذا النهج في بناء الفرد و المجتمع. فالمجتمع المعاصر، دخل فصلا آخر من التحديات و الرهانات في جوانب و مجالات كثيرة (سياسية، اقتصادية، و اجتماعية). خلفت تداعيات على الإنسان المعاصر. فصنعت منه إنسانا ماديا، و أفرغته من أصله الروحي. فالحاجة أكثر من ملحة، لنموذج يقدم تصورات صحيحة و مقومات سليمة للإنسان و الوجود. يعيد رسكلة المجتمع الذي فقد مقوماته الدينية و الروحية. فالتجربة الصوفية في جانبها التنظيري (الأدب المكتوب)، قادر على نشر الوعي السليم، و مختلف القيم و المثل الإنسانية. و قادر على التأثير في النفوس و تغذيتها روحيا. إذ يسعى لنقل القيم الإنسانية، و غرس فضائل الأخلاق في إنسان هذا العصر. الهش في تكوينه الروحي و الأخلاقي، فالأدب الصوفي هو معركة فكرية ضد ثقافة العصر، هذه الثقافة القائمة على الاستبداد و الهيمنة، الانحلال و العبثية. و من خلال هذه الورقة البحثية، سنحاول التطرق لأهمية التجربة الصوفية، “تجربة الكتابة الأدبية”، في غرس القيم الروحية و الأخلاقية في المجتمع. و مدى التأثير الذي قد يحدثه الأدب الصوفي في تكوين الأفراد و الجماعات روحيا و أخلاقيا. و أبعاد هذا التأثير في نهضة الأمة.
الملخص أعلاه جزء من المقالة التي تم قبولها في المؤتمر الدولي السنوي الرابع حول القضايا الراهنة للغات، علم اللغة، الترجمة و الأدب (WWW.LLLD.IR) ، 2-1 فبرایر2020 ، الأهواز.