عفاف الشتيوي،
كلية الآداب والفنون والإنسانيّات منوبة، تونس
لا تعدّ الثورة الرقميّة ثورة علميّة فحسب بل ثورة فنيّة كذلك، إذ أدّى التقاطع بين التقني والفنّي إلى توليد أشكال فنيّة، ركّزت أنماطا تعبيرية جديدة، فشكلت بذلك، تجاوزا للفنون التقليدية واستفزازا للذائقة الفنيّة واختراقا للمعايير التي دأبنا على اعتمادها لضبط هويّة الأعمال الإبداعيّة. وتبدو هذه المسألة شديدة التعقيد في اتّصالها بالأدب الذي تعدّ اللّغة قوامه، حيث يجاور النصّ المكتوب الصّوت واللّون والحركة، فإذا النصّ صورة بصريّة متحرّكة، وإذا المتقبّل يتردّد بين القارئ والمتفرّج والمتصفح. فكيف يمكن أن نحاور أدبا يوظّف وسائط متعدّدة من قبيل الصوت والصورة والحركة إلى جانب اللغة ويقترح علينا شعرا رقميا أو قصّة رقمية أو رواية رقمية؟ إنّ الأمر متعلق بجماليّات جديدة تستفز الباحث وتطرح إشكالات لا يحصى لها عدّ. لهذا تروم هذه المقاربة تبيان أسس هذه الجماليّات الجديدة وتفكيكها من جهة وإثارة الإشكالات الناشئة عنها من جهة أخرى من خلال تدبّر عدد من المفاهيم كمفهوم الأدبية ومفهوم النصّ الأدبي وتتبّع علاقة هذه الأشكال الأدبيّة الرّقمية بالأجناس الأدبيّة التقليديّة، ناهيك عن النظر في صورتي الباثّ والمتقبل اللّتين تقترحهما، عسى أن يمكّننا تدبٍّر الجوانب المذكورة من إنعام النظر في هذا الأدب الذي غزا الساحة الإبداعية في العقود الأخيرة ولم يحظ بدراسات نقديّة معتبرة تتطرّق إلى جماليّاته وتفضّ إشكالاته.
الملخص أعلاه جزء من المقالة التي تم قبولها في المؤتمر الدولي السنوي الرابع حول القضايا الراهنة للغات، علم اللغة، الترجمة و الأدب (WWW.LLLD.IR) ، 2-1 فبرایر2020 ، الأهواز.