د. بوزيدي بوبكر و د. زبيري عبد الرزاق،
جامعةسطيف 2 و جامعة المسيلة، الجزائر
إن جغرافية اللغة من خلال الإمكانيات التي توفرها لاتسلط الضوء فقط على العلامة الموجودة بين اللغة والجغرافيا، ولكن تكشف جليا تصور ونظرة للعالم. نقصد بها الأثر المحلي الذي يلتصق بالكلام مع إمكانية إعطاء بدقة، فكرة عن اللغات (باعتبارها تراثا محليا)، وحتى عن مستقبلها، المستقبل الذي يشغل ويؤرق رجل السياسة واللغوي وحتى المواطن العادي. ألسنا نحن اليوم في مرحلة “مضطربة ومقلقة” مع ظهور مجال لغوي جديد تحمله وتغذيه الأنترنات من خلال ثورة التقنيات الجديدة للإعلام والاتصال NTIC ؟ إن الأنترنات حولت المجتمعات واللغات. جميع اللغات اكتُسحت في آن واحد، وتتعرض لسيول من مفردات عالم الأنترنات. السيل الذي يجبرنا على مراجعة المساحات اللغوية ويجرف كل مايجد في طريقه من بديهيات و تصورات وكذلك ترسانات قانونية مفترض أن تحمي اللغة والثقافة. ولكن ما العمل؟ الحدود التقليدية تسقط أمام الجغرافيا الافتراضية الجديدة (غوندوانا افتراضي: عالم السيبار) ، أليست هاته الأخيرة في حالة إكتمال تحت أعين الجميع؟ الجغرافيا هي من الآن فصاعدا فضاء الكتروني. الجغرافيا اللغوية هي أيضا من الآن فصاعدا “سيبار لغة” أو قل إن شئت اللسانيات الإلكترونية. إذن، كيف تستطيع الرقمنة تحريك -في الوقت نفسه- الحدود الطبيعية (التقليدية) والأفاق اللغوية، وخصوصا المفردات الجغرافية (المفردات المحلية المحددة جغرافيا )؟ هل بإمكاننا مواصلة التحدث عن جغرافيا اللغات كاختصاص مرتبط بمجال جغرافي رسمته التضاريس والإنسان؟ إننا لا نستهدف إجابة شاملة،ولكن نسعى ببساطة لرسم مسارات في مجال علم اللغة الجغرافي وعلم الإجتماع اللغوي واللسانيات الإلكترونية (cyber linguistique)بدون تجاهل ردود الأفعال (السياسات اللغوية الحمائية) التي تثيرها، وكذا العواقب المرتبطة بها (اكتساح الإنجليزية للعالم وتهديد الأقليات اللغوية، الاستغوال اللغوي والتوحد الثقافي وأحادية الفكر…) التي تنجر على إثرها.
الملخص أعلاه جزء من المقالة التي تم قبولها في المؤتمر الدولي السنوي الرابع حول القضايا الراهنة للغات، علم اللغة، الترجمة و الأدب (WWW.LLLD.IR) ، 2-1 فبرایر2020 ، الأهواز.