د. صليحة بردي،
جامعة الجيلالي بونعامة – خميس مليانة، الجزائر
الرواية أدب فكر وجمال، وهي كخطاب تحتل صدارة الأجناس الأدبية في احتضان الطرح الاجتماعي، كما أنها أكثر جرأة في التفاعل مع مختلف المتغيرات الكبرى في الحياة الإنسانية، غير أن هذه الجرأة قد أخذت منعرجا خطيرا، خلق نموذجا دفعها إلى الاندراج ضمن أدب الاستعارة، وما يثيره من جدل موصول بالكتابة المستعارة، وكسر آفاق التوقع في طرق الموروث شعبيا. فكتابة الرواية أصبحت تحمل طاقة كامنة، وموغلة في تفجير المسكوت عنه تفجيرا صارخا، في سياق مضمرات خطابية تتصل اتصالا وثيقا بروح العصر المأزومة، مما يجعل البحث في جماليات التعدد الأجناسي في الرواية يفتح أفقا أوسع لهذه الأخيرة لكي تتحدث عن ذاتها بذاتها فيما يتعلق بأسئلة الراهن في حياة الإنسان العربي. من هذا المنظور تبادرت إلى الذهن فكرة البحث في إشكالية تعدد الأجناس وتداخلها في الخطاب الروائي، الذي أصبح يفلت من قبضة الأطر الفنية للجنس الأدبي في صياغة المحكي؛ لينفتح على قراءات فلسفية جريئة في سياق تجاوز التصوير الفوتوغرافي للواقع في أبشع صوره، وإعادة استنطاقه؛ وفق رؤية فنية حداثية. إن استحضار جنس أدبي مجاور في مطارحة روائية جمالية يعد ضربا من الإبداع يصعب إدراكه، والمفارقة واضحة بين النقل الصارخ، والمحاكاة الفنية التي تناقش الواقع في أدق تفاصيله، فهل الروائي مطالب بنقل مباشر لواقع نعيش انتهاكه للقيم الجمالية كشكل من أشكال الدعاية؟، أم يجمّله على حساب الحقيقة؟، أم يحاكيه جماليا دون تزييف، مع تفعيل تجربة روائية توظّف قطعا أجناسية مجاورة في توجيه مسارات الواقع في اتجاه ممارسة القيم وانتهاكها؟، أي موقع أخذ المنجز الروائي في سياق هذه التساؤلات من حيث الكثافة والحضور، والوعي واللاوعي، والقراءة والتلقي؟
الملخص أعلاه جزء من المقالة التي تم قبولها في المؤتمر الدولي السنوي الخامس حول القضايا الراهنة للغات، علم اللغة، الترجمة و الأدب (WWW.LLLD.IR) ، 3-2 فبرایر2021 ، الأهواز.