Search
Close this search box.

نقد التحقيق عند الدكتور علي جواد الطاهر في كتابه : فوات المحققين نقد لكتب محققة من التراث

د. علي جاسم سلمان محمد الغراوي،

الجامعة المستنصرية، العراق

شهد العصر الحديث تحولاً في قراءة التراث، وإعادة انتاجه، فشرع الغربيون بقراءته، ووضع القواعد التي ساروا على وفقها لتحقيقه، ثم توجه قسم من المستشرقين الى التراث الشرقي، فأَعادوا الحياة الى كثير منه، بعد ذلك نهض علماؤنا لإحياء تراثهم، فاطلعوا على ما حقق منه، واخذوا من الغرب قواعد التحقيق التي رسموها، وما وجدوه منثوراً في التراث العربي والاسلامي، فحقق ما حقق من تراث الامة ولكن هذه الحركة العلمية لم تسلم ممن تطفل عليها، فأنتج تحقيقات حادت عن الجادة، فتصدى الحريصون على تراثهم لها، فشرعوا الى نقدها والاشارة الى فائتها، فكانت حركة ((نقد التحقيق)) تُقوَّم ما فات بعض التحقيقات، وتدلّ على اخفاقاتها. فكان الدكتور علي جواد الطاهر واحداً من اهم اعلام تلك الحركة، وتأتى ذلك له من حرصه على تراث امته المخطوط والمطبوع، يقف وراء ذلك قراءة مستوعبة لذلك التراث، ومداومة على مصاحبته، فنهض محققاً ودارساً للأدب العربي ونقده، وصار عنده (نقد التحقيق) درساً اكاديمياً. نشر الدكتور الطاهر مقالات عديدة على تحقيقات وجد فيها ما يستحق أن يشار الى فائته، وتصحيح ما جانب الصواب في أمور عديدة، وقد توج جهده هذا في كتابه ((فوات المحققين)). إنَّ الذي يقرأ ما كتب الدكتور علي جواد في نقده الكتب المحققة سيجد أنَّهُ أخلص لتقويم ما فات المحققين، بلا تعصب، أو تجريح، ولا حباً للتباهي، فلم يكن متحاملاً على احد، بقدر كونه اراد ان يقوم ما جانب الصواب من جوانب تحقيق النصوص، ما له علاقة به، وتوجيهه الى جادته الصحيحة متقناً، خدمة لتراث الامة، ولقارئه. لقد نهض بحثنا على مقدمة، ومبحثين خصص المبحث الاول للحديث عن حركة نقد التحقيق المعاصرة وخصص المبحث الثاني لمنهج الدكتور الطاهر في نقد كتب محققة. وختمنا البحث بما استنتجناهُ منه وبقائمة الهوامش والمصادر.

الملخص أعلاه جزء من المقالة التي تم قبولها في المؤتمر الدولي السنوي الخامس حول القضايا الراهنة للغات، علم اللغة، الترجمة و الأدب (WWW.LLLD.IR)  ، 3-2 فبرایر2021 ، الأهواز.