Search
Close this search box.

قراءة تأويلية في نصوص شعرية

د. علي جاسم سلمان محمد الغراوي،

قسم اللغة العربية، كلية التربية الاساسية، الجامعة المستنصرية، العراق

إن الاشتغال النقدي بعامة يقوم على ما يودعه الاديب من اسرار، وقيم جمالية، فالموهبة النقدية المتمرسة تتمم لدى الناقد رؤية نقدية يستطيع بها الإلمام بجوانب النقد المطلوب في المنجز الادبي. ويمكن عد الفرادة في الاستعمال اللغوي في النص الشعري قطب النقد، ومداره الرئيس، فضلاً على الجوانب الأُخر التي تملأ مساحة النص، لكشف منجزاته، واستعاراته، وانزياحاته، وجوانياته، وسياقاته المتعددة، فالنص طبقات دلالية عديدة، وبخاصة المختفي فيه الذي يقتات من الرمز عوالمه، ولغته، ومكوناته، وعلاقاته الداخلية، وآليات انتاجها. اللسان رمز الخلق والايجاد، وأداة التفكير المركزية، وأولى خطوات القراءة، والتأويل تبدأ من مساءلة هذه الاداة، لأنها عالم رمزي مكثف بذاته، حرّ في بنائه، وفي مضمونه، والقارئ ينهض دوره في اكتشاف المخبّأ في النص، فهي تهتم بمجموع ما ينتجه السلوك الإنساني، ويصنف ضمن المضاف الثقافي في حياة الناس. إن اللغة في المقام الاول أداة رمزية موجهة، لتنظيم تجربة فعلية، لا افق لها خارجها. إن أمر الأشياء يتعلق بمعناها في اللغة، لا الأشياء ذاتها، إذ يمكننا ذلك، من إدراج هذا العالم ضمن تجربة انسانية متعددة الابعاد، والواجهات تنتج معاني مرتبطة بسياقاتها. إن اللغة نسيج متوتر في النصوص الأدبية، وسيلان يترجم الواقع الباطني المنطوق، والناطق في لا منطوقيته المرئية في تواريه،  يدركه الوعي بالإنصات إلى اللغة التي يتجلى في سياقاتها، ويهمس في حروفها، وما ينطق عنه ليس كل ما في الامر، بل هناك اللامنطوق الذي يؤسس الكلمة كما هي، أي الكلمة التي تنفذ في أعماقنا. إنَّ حركة الفهم، وإنتاج المعنى، وإدراك الدلالات، واستدراك الحقائق، لا يعتريها التوقف، أو التعطيل، مادام التعبير الباطني يسمع همسه، بوصفه أصداء، لا تنهي ذبذباتها، ولا تستنفذ طاقاتها، وبحسب هذه الرؤية يشتغل بحثنا، قراءة، وتأويلاً على سياقات نصوص شعرية لبعض الشعراء الحداثيين الذين وقفت على نصوص لهم، في مجموعه شعرية، أو في ما ينشرون على صفحاتهم في الفضاء الالكتروني، قراءة تحاكم النصوص بحسب انزياحاتها، وسياقاتها اللغوية، للانفلات من قبضة العتمة اللغوية التي يتكفلها التأويل.

الكلمات المفتاحية: قراءة، تأويل، نص، شعر، لغة، استرجاع.

الملخص أعلاه جزء من المقالة التي تم قبولها في المؤتمر الدولي الثامن حول القضايا الراهنة للغات، علم اللغة، الترجمة و الأدب (WWW.LLLD.IR) ،  14-15 فبرایر 2023 ، الأهواز.