د. فاطمة بنت علي بن محمد الشيدي،
قسم اللغة العربية وآدابها، كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، جامعة السلطان قابوس، سلطنة عمان
تحاول الورقة الوقوف على انفتاح الهوية وتمثلات القضية الإنسانية في نص محمود درويش دون تجاوز قضيته الكبرى فلسطين حيث الأرض والإنسان، فالإيمان بمطلق الحق في القضية يجعل منها منطلقا أوليا بانبثاقات متعددة ومتوالية لقضايا أخرى، ويجعل الإنسان الفلسطيني مثالا للقضية وأنموذجا لها وليس حصرا عليها؛ ففي كل مكان وفي كل زمان ثمة تاريخية للظلم، وثمة ألم يلقي بظلاله على الإنسان وثمة أرض مغتصبة وثمة مغتِصب؛ ولذا نجد درويش الشاعر الكوني يآخي بين الإنسانية المتشظية في كل مكان ويوحد القضية في كل زمان، ويتمثل صورة الألم في كل قضية، لأن الشعر هو روح الوجود وصورة الإنسانية في أعلى مستوياتها على الأرض. وسيتم الوقوف على الفكرة عبر قصائده؛ “ليس للكردي إلا الريح”، و”خطبة الهندي ما قبل الأخيرة أمام الرحل الأبيض” ، ” فكر بغيرك” في تحليل أسلوبي لنصه الذي تجاوز الذات للآخر والقضية الأولى لقضايا مماثلة دامجا الشعر في وحدة الإنسانية وقيم الخير والشر والألم. إن قصيدة درويش تقدم مقترحا خاصا للقراءة لكل قارئ مهما تعددت مشاربه ومنطقة ولوجه للنص، ومهما تباينت رؤيته المجازية أو الحقيقية للعالم، وكثيرا ما تهبك مقترحا جديدا كلما عدت إليها وهذا أعمق ما يمثل الشعر والشاعر وما يوحد بينه وبين متلقيه في كل زمان ومكان. ومن هنا فنصه المائز يقترح لنا هنا قراءة منفلتة من عقال الهوية بشكلها المتعارف عليه في المعاجم والأيدلوجيات، لنقرأه منفلتا من عقال الأزمنة والأمكنة بعيدا عن محدودية الوجود الشعري والمادي معا ليصبح نصا عالميا حرا متحررا من كل الهويات من جهة وممثلا بمسئولية من جهة أخرى، يقرأه المتلقي كما يريد وليس كما كتب.
الكلمات المفتاحية: انفتاح الهوية، محمود درويش، القضية، الانسانية.
الملخص أعلاه جزء من البحث التي تم قبوله في المؤتمر الدولي التاسع حول القضايا الراهنة للغات، علم اللغة، الترجمة و الأدب (WWW.LLLD.IR) ، 1-2 فبرایر 2024 ، الأهواز.