Search
Close this search box.

دلالة اسلوب التقديم وقيمها في النص القرآني الكريم -القيم الدلالية-

عبير عدنان مهدي الصافي،

قسم اللغة العربية، كلية التربية، جامعة كربلاء، العراق

هناك فارق بين متحدث وآخر ويكمن هذا الفارق في اسلوبه في تقديم مايجوز تقديمه وتأخير مايمكن تأخيره، يأخذ من مفهوم الدلالة و مقتضى الحال  منهجا في ترتيب كلماته، بحسب منظومة أسلوبية للكلام، إذ إنّ جميع الألفاظ من حيث هي ألفاظ تشترك في درجة الاعتبار، هذا بعد مراعاة ما تجب له الصدارة كألفاظ الشرط والاستفهام. وعلى هذا فتقديم جزء من الكلام أو تأخيره لا يرد اعتباطاً في نظم الكلام، وتأليفه وإنما يكون عملاً مقصوداً يقتضيه غرض بلاغي أو ضرورة من ضروراتها الجمالية؛ إن ما يقتضي التقديم في الكلام هو بالوقت نفسه ضرورة لتأخير الجز المتمم له؛  وإذا كان الأمر كذلك فإنه لا يكون هناك مبرر لاختصاص كل من المسند إليه والمسند بدواع خاصة عند تقديم أحدهما أو تأخيره عن الآخر، لأنه إذا تقدم أحد ركني الجملة تأخر الآخر، فهما متلازمان. ان للمنهج الاسلوبي طاقات إضافية تحرك النص حركة محورية تلف ذات النص وتعمل على إظهار إشعاعات مضيئة ، تزيد من جمالية البناء النصي ، فقد أكد البلاغيون على ظاهرة التقديم في القرآن الكريم على أنها واسعة التصرف، جمة المحاسن، ويحمّلون النحويين المتقدمين أوجه  التغافل عنه،  قال الجرجاني : ( قد صغُر أمر التقديم و التأخير في نفوسهم و هوّنوا الخطب فيه حتى إنك لَترى أكثرهم يرى تتبعه و النظر فيه ضربا من التكلف )، ولا بد للمنهج الاسلوبي ان يتسع لملئ مساحة النص ليتمكن من اظهار آفاق جمالية أخاذه بمشاعر المتلقي،حيث إن الأدوات الأسلوبية في الإعجاز القرآني هي من كشفت القيم الدلالية و الجمالية و الصياغية، من ذلك  أسلوب التقديم و التأخير في سياق الآيات الكريمة، قال الجرجاني : ( ولا تزال ترى شعرا يروقك مسمعُه و يلطفُ لديك موقعُه ثم تنظر فتجد أن سبب أن راقك و لطف عندك أن قدّم فيه شيء و حوّل اللفظَ عن مكان إلى مكان )، لم يكتف القرآن المجيد بمراعاة السياق الذي ورد فيه اللفظ فحسب بل راعى جميع المواضع التي وردت فيها اللفظة ونظر إليها نظرة واحدة شاملة في القرآن الكريم كله.  فنرى التعبير متسقاً متناسقاً مع غيره من التعبيرات؛ فاقتضت ضرورة البحث تقسيمة إلى مبحثين، أولهما تفرد بأسباب التقديم و التأخير و أسراره في القرآن المجيد، و انقسم المبحث الى مطالب عدة؛ و أمّا المبحث الثاني فاقتصر على توضيح أسباب التقديم من وجهة نظر اللغويين المتقدمين.

الكلمات المفتاحية: النص القرآني، المفردة، اسلوب التقديم، الدلالة.

الملخص أعلاه جزء من البحث التي تم قبوله في المؤتمر الدولي التاسع حول القضايا الراهنة للغات، علم اللغة، الترجمة و الأدب (WWW.LLLD.IR) ،  1-2 فبرایر 2024 ، الأهواز.