قسم اللغة العربية، كلية التربية الأساسية، جامعة ميسان، العراق
لم تكُن البلاغةُ منذُ نشأتِها بمَعزلٍ عن الواقع الإجتماعي قبلَ أنْ نآى بها المتأخرون عن البُنية الإجتماعية في دائرةٍ أكاديميّةٍ مُغلقةٍ، فقوبِل ذلك بظهورِ كثيرٍ من الدعوات الى إرجاعِها الى فاعليتها الأولى والمُندكّة في واقع الإنسان وحاجته، إرتبطت البلاغةُ قديما بكثيرٍ منَ العلوم كالفلسفةِ والمَنطقِ وعلمِ الكلام والّلغةِ والإدبِ والسياسة ، مِثلما هيَ اليوم في علاقتها بعلم اللغة والتداولية والسيميائية وفنِّ الخطاب والحجاج. نستطيع القول إنَّها وعاءٌ حوى العلومَ والمَعارف الإنسانيّة في كثيرٍ منَ المَصاديق والمَفاهيم، فلم يجد اليوم اللغويُّ والأديبُ والفقيهُ والسياسيُّ والخطيبُ بُدّا من إعتلاء صهوتِها للوصول الى ما يبتغيه مِن أهداف، وسيسعى هذا البحثُ الى بيانِ أثر المُرافعات في المحاكمِ اليونانية في الدرس البلاغي ، والعلاقة الوثيقة بينَ البلاغةِ والمُجتمع لدفع شُبهة انعزالِها والإدّعاء بهامِشيَّة هذا العلم وابتعاده عَن مَتن الحياةِ الإنسانية ، مِن هنا توزَّع البحثُ على مَبحثَين بعدَ المُقدَّمة والتمهيد. المبحثُ الاول تناولنا فيه أقوالَ العلماء في التعريف البلاغي ومصطلحه عند العلماء من غير البلاغيين، وهو أمرٌ ذو أهميَّةٍ للتوكيد على فاعليَّة هذا العلم عندَ غير أهلِ اختصاصه، وجاء المبحث الثاني في تقصّي الإثر للمُرافعات في المَحاكم اليونانية بالدرسِ البلاغي القديم، للوصول الى بطلان صحّة قولِ القائلين بعزلةِ البلاغة عن المجتمع ,وأنَّه علمٌ للتزويق والتجميل التَرفي للكلام ،وبعدَ هذينَ المَبحثين تُدرَج أهمُّ نتائجِ البحث ، وأهمِّ المصادر والمَراجع المُعتمَدة في اعدادِه.
الكلمات المفتاحية: البلاغة، المحاكم اليونانية، المجتمع.
الملخص أعلاه جزء من البحث التي تم قبوله في المؤتمر الدولي العاشر حول القضايا الراهنة للغات، علم اللغة، الترجمة و الأدب (WWW.TLLL.IR) ، 1-2 فبرایر 2025 ، الأهواز.