قسم المتطلبات العامة، كلية العلوم الشرعية، مسقط، سلطنة عمان
الأسلوبية تعبير كامل عن شخصية المتحدث والكاتب وهي تعكس صفاته وأفكاره، ومن هذا المبدأ عرفها (بوفون Buffon) بأنها الرجل ذاته، فقال: الأسلوب هو الرجل، وهي أيضا تعني طريقة الكاتب والشاعر والمتحدث في اختياره الألفاظ والأوزان وتأليف الكلام بما يتناسب مع النظم اللساني، وقد نشأ الأسلوب كمصطلح قديم عند أرسطو وعلماء العربية، غير أن معناه الحديث في علم اللسانيات إنما تبلور بمفهومه عند (دي سوسيرde Saussure) ثم تطورت واتسعت بشكل أوسع عند (تشارلز باليCharles Bally)، ويظهر من خلال هذه الدراسة أن علاقة الأسلوبية بالبلاغة علاقة تكاملية تشابهية إلى حد كبير، لا علاقة اختلاف، فالتحليل الأسلوبي يعتمد على ثلاثة مستويات أساسية؛ الأول: وهو المستوى الفني بدراسة الصورة الفنية للكلام، وهذا ما نجده في البلاغة في بابي التشبيه والاستعارة في علم البيان، والثاني: المستوى التركيبي بدراسة الجملة لا المفردة، وهذا ما نجده في البلاغة من خلال التقديم والتأخير والحذف والذكر والفصل والوصل في علم المعاني، والثالث: المستوى الإيقاعي وهي دراسة موسيقية اللغة الداخلية والخارجية، وهذا ما نجده في علم البديع والعروض. وتعتمد الأسلوبية على ثلاثة مبادئ؛ وهي: الاختيار والانزياح والسياق، وتأتي هذه الدراسة انطلاقا من أهمية فهم النص القرآني فهما دقيقا، معتمدة على مبدأ الاختيار من خلال المنهج الوصفي الاستقرائي التحليلي؛ لبيان أثر هذا المبدأ في فهم النص القرآني، ومدى عمق اللغة العربية وبلاغة الكلمة القرآنية من خلال نماذج تطبيقية من سورة المطففين؛ ليجيب عن جملة من التساؤلات البلاغية في سر اختيار كلمة مكان كلمة ذات دلالة متقاربة، كاختيار كلمة (ويل) بدل هلاك، وكلمة (يُخسِرون) بدل ينقصون، وكلمة (يُبعَثون) بدل يُحشَرون، وهكذا في نظم سورة المطففين؛ لتخلص الدراسة إلى بيان دقة الاختيار الأسلوبي في النص القرآني.
الكلمات المفتاحية: الأسلوبية، الاختيار، البلاغة، سورة المطففين.
الملخص أعلاه جزء من البحث التي تم قبوله في المؤتمر الدولي العاشر حول القضايا الراهنة للغات، علم اللغة، الترجمة و الأدب (WWW.TLLL.IR) ، 1-2 فبرایر 2025 ، الأهواز.
