كريم نعيم كطان صياد و وسام محمد خضير جواد
مركز التعليم المستمر، الجامعة المستنصرية، العراق
ظهرت الحركة السريالية كرد فعلٍ على الواقع المرير الذي خلفته الحروب والنزاعات العبثيّة، بدءاً من الحرب العالمية الأولى ومروراً بالثانية وما بينهما من فترة مرّت عصيبة على العالم وجعلته منهاراً ومفككاً، فقد قُتل وهجّر وفقد العشرات من الملايين، وترك هذا كلّهُ واقعاً مأزوماً على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والإنسانيَّة. والإنسان عادةً إذا واجه واقعاً مأزوماً وعنيفاً وفوق مستوى تحمله فلا شكّ أنه سيحاول أن يعبّرَ عنه بطريقة ما، وتختلف هذه الطرق بين شخص وآخر، كلّ حسب إدراكه ومستوى فهمه، لذلك نرى الفنان والأديب يفرغ ما بداخله ويتخذ موقفاً من خلال ما يملكه من أدوات فنيّة، فهو يحارب العالم أجمع من خلال القصيدة والصورة واللوحة، ويرفض بشكلٍ واضح العبث بمصير الشعوب وحاضرها ومستقبلها. لذلك برزت في تلك الفترة حركات ثقافية أعضاؤها من الفنانين والأدباء الذين رفضوا كلّ أشكال الحرب وعبروا عن أفكارهم بهذا الشأن بصورة لا تقبل الشك أو التأويل، ومثال ذلك الحركة الدادائيّة، والسريالية، التي تعدّ من الحركات البارزة والمؤثرة في كلّ ما له علاقة بالفنّ آنذاك، سواء كان ذلك أدباً أو شعراً أو رسماً، وحتى فيما يتعلق بالفنّ الفوتغرافي ونظريات الفن والمسرح. إنّ الحركة السريالية ومنذ ظهورها في فرنسا وحتى اليوم ظلّتَ حركةً تستقطب الكثير من الشعراء والأدباء لأنهم وجدوا فيها الملاذ الذي يعبر عن رؤيتهم اتجاه الفنّ والأدب والحياة، فلا شك أن أصدق تعبير إنسانيّ عن الذات والمجتمع، هو الأدب والفنّ، وكلّ المحن التي مرّ الإنسان قديماً وحديثاً كان الأدب والفن أصدق الأشكال في التعبير الإنساني عنها وعن الأفكار والهواجس التي تمسّه بأكثر الطرق تأثيراً وفعالية، بما يمتلكه الأدب والفنّ من سلطة على الإنسان وتأثير عميق، وسنتعرف في هذا البحث عن ماهية الحركة السريالية وتأثيراتها وظروف نشأتها، وإبراز دور الشعر في الوقوف ضد الحرب ورفض عبثيتها وآثارها المدمرة على الإنسان والمجتمع ككل.
الكلمات المفتاحية: السريالية، الحرب، الشعر، إنسانية، أزمة.
كامل البحث (اضغط هنا)
الملخص أعلاه جزء من البحث التي تم قبوله في المؤتمر الدولي العاشر حول القضايا الراهنة للغات، علم اللغة، الترجمة و الأدب (WWW.TLLL.IR) ، 1-2 فبرایر 2025 ، الأهواز.