د. نعيمة عبدالجليل التاجوري
قسم اللغويات، كلية اللغات، جامعة تور، فرنسا
السؤال حول ما إذا كان يجب على متعلمي اللغة العربية من الأجانب البدء بتعلم العربية الفصحى أو العامية هو موضوع جدل طويل بين اللغويين والمعلمين. لكل خيار مميزاته وتحدياته، فمن مميزات اللغة العربية الفصحى انها اللغة المشتركة، المكتوبة والمستخدمة في الإعلام والكتب، وكذلك في الخطابات الرسمية والمؤسسات التعليمية. الفصحى أكثر استقرارًا من العاميات، حيث إن قواعدها ومفرداتها متفق عليها إلى حد كبير في جميع البلدان العربية. من تحديات تعلم الفصحى أنها نادرة الاستخدام في الحياة اليومية، فغالبية الناطقين بالعربية لا يستخدمون الفصحى في حياتهم اليومية إلا في سياقات رسمية. اما إذا كان الهدف هو التواصل اليومي والاندماج في المجتمع، فإن تعلم العامية المحلية يسهل على المتعلم التواصل بشكل طبيعي مع المتحدثين باللغة، أيضا قواعد العامية أكثر مرونة وبساطة مقارنة بالفصحى، مما يجعل تعلمها أسهل على المبتدئين. ومن أبرز تحديات تعلم العامية أنها تختلف بشكل كبير من بلد إلى آخر (مثل الفرق بين اللهجة المصرية والمغربية)، مما يجعل اكتساب عامية واحدة محدودًا جغرافيًا، ايضاً البعد عن اللغة المكتوبة حيث ان العامية ليست مكتوبة أو موحدة مثل الفصحى، لذا قد يجد المتعلم صعوبة في فهم النصوص المكتوبة أو البرامج الإعلامية الرسمية . حاولنا من خلال هذه الدراسة تسليط الضوء واستخلاص النتائج الناجمة عن تجارب حية لمتعلمي اللغة العربية. قمنا بتوجيه استبانة الكترونية لمجموعة من الطلبة الأجانب والذين اختاروا تعلم اللغة العربية كلغة ثانية، واستنتجنا ان الفصحى هي الخيار الأكثر شمولية ومرونة، لكنها تحتاج إلى وقت وجهد أكبر. أما الدارجة فهي أكثر عملية للتواصل اليومي، لكنها تكون محدودة النطاق. المزج بين الاثنين غالبًا ما يكون الحل المثالي.
الكلمات المفتاحية: العربية الفصحى، العامية، اللغة.
الملخص أعلاه جزء من البحث التي تم قبوله في المؤتمر الدولي العاشر حول القضايا الراهنة للغات، علم اللغة، الترجمة و الأدب (WWW.TLLL.IR) ، 1-2 فبرایر 2025 ، الأهواز.